كيف تقوي نفسك ضد تأثير أخبار الحروب؟ نصائح لتقليل القلق والتوتر
المقدمة
مع ازدياد انتشار الأخبار والتغطية الإعلامية المكثفة حول العالم، باتت متابعة أحداث الحروب والأزمات جزءًا يوميًا من حياتنا. ومع أن الاطلاع على هذه الأخبار يتيح لنا فهم ما يجري في العالم، إلا أنه قد يؤدي إلى توتر نفسي وتأثيرات سلبية على صحتنا العقلية. متابعة الحروب بشكل مستمر، خاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قد تثير مشاعر القلق، الخوف، وحتى الاكتئاب. لذلك، من الضروري تعلم كيفية التعامل مع هذا الكم من المعلومات بطريقة صحيّة تساعدنا في الحفاظ على صحتنا النفسية. في هذا المقال، سنتعرف على خطوات عملية واستراتيجيات فعّالة للحفاظ على التوازن النفسي وتجنب التأثيرات السلبية لمتابعة أخبار الحروب.
1. وضع حدود زمنية لمتابعة الأخبار بشكل منتظم
في الوقت الذي أصبحت فيه الأخبار متاحة على مدار الساعة، يمكن أن يؤدي الاستمرار في متابعتها طوال اليوم إلى إرهاق نفسي. لهذا، ينصح بتحديد أوقات محددة لمتابعة الأخبار مثل 10-15 دقيقة صباحًا ومساءً. تجنب متابعة الأخبار بشكل مستمر يقلل من تعرضك المتواصل للمحتوى المقلق، ويساعدك على الحفاظ على هدوئك. يمكن أن تستفيد من اختيار وقت مناسب يتناسب مع روتينك اليومي لضمان ألا تؤثر الأخبار سلبًا على نشاطاتك اليومية أو حياتك الشخصية.American Psychological Association, 2022.
2. اختيار مصادر الأخبار بعناية وتجنب المحتوى العاطفي المفرط
تسعى بعض وسائل الإعلام إلى جذب الانتباه من خلال العناوين الصادمة والصور المؤلمة التي تهدف لإثارة القلق والمشاعر القوية. لذلك، من المفيد اختيار مصادر الأخبار الموثوقة التي تقدم تغطية متوازنة. بعض التطبيقات الإخبارية تقدم موجزات يومية تلخص الأخبار دون التركيز المفرط على الجانب العاطفي، مما يجعلها خيارًا جيدًا لتجنب التعرض المفرط للأخبار السلبية. إضافة إلى ذلك، يمكنك الاعتماد على مصادر تقدم تحليلات دقيقة للأحداث بدلاً من التركيز على العناوين المثيرة والمسببة للقلق.World Health Organization, 2023.
3. الحفاظ على نشاط بدني منتظم لتخفيف التوتر
ممارسة الرياضة بانتظام تساعد في تخفيف الضغط النفسي، خاصة عندما نشعر بالتوتر أو القلق بسبب الأخبار. الأنشطة البدنية مثل المشي، اليوغا، أو ركوب الدراجات يمكن أن تعزز إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين، والتي تساهم في تحسين المزاج وتخفيف الشعور بالإجهاد. يُنصح بممارسة النشاط البدني لمدة 30 دقيقة يوميًا على الأقل، حيث أثبتت الأبحاث أن الرياضة تعدّ واحدة من أفضل الطرق الطبيعية لتخفيف التوتر وتعزيز الحالة النفسية.Mayo Clinic, 2021.
4. ممارسة تقنيات الاسترخاء والتنفس العميق
يمكن أن تساعدك تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل في التخفيف من آثار متابعة الأخبار السلبية. التنفس العميق يساعد على تهدئة الجهاز العصبي، ويقلل من مستويات هرمونات التوتر في الجسم. يمكن تجربة تقنيات مثل “تمرين التنفس 4-7-8″، حيث تأخذ نفسًا لمدة أربع ثوانٍ، وتحتفظ به لمدة سبع ثوانٍ، ثم تزفر ببطء لمدة ثماني ثوانٍ. هذا التمرين يساعد على تهدئة العقل ويقلل من التوتر بشكل فعّال.Harvard Health Publishing, 2022.
5. الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي بين الحين والآخر
وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا ما تكون مليئة بمحتوى عاطفي قوي ومشاهد صادمة، مما يزيد من توترنا النفسي عند متابعة الأخبار السلبية. الابتعاد عن وسائل التواصل لمدة يوم كامل أو بعض الساعات يمكن أن يساعد في تقليل التوتر، حيث يمنحك هذا الابتعاد فرصة للتركيز على أنشطتك الخاصة دون أن تتعرض للأخبار بشكل مستمر. إذا كنت تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الآخرين، فيمكنك تخصيص وقت محدد في اليوم للاطلاع على المستجدات، بدلاً من متابعة الأحداث بشكل متواصل.Centers for Disease Control and Prevention, 2023.
6. تطوير نظام دعم اجتماعي قوي
الحديث مع الأصدقاء وأفراد العائلة حول مشاعرك يمكن أن يكون مفيدًا للغاية في تخفيف الضغوط النفسية. قد تشعر أن بعض الأصدقاء يشاركونك نفس الشعور، مما يمنحك إحساسًا بالدعم النفسي ويجعلك تدرك أنك لست وحدك. الاستماع لآراء الآخرين قد يقدم لك منظورًا مختلفًا عن الأحداث، ويساعدك في التعامل مع مشاعرك بشكل أفضل. من المفيد أيضًا الانضمام إلى مجموعات دعم عبر الإنترنت أو مجموعات تطوعية توفر بيئة داعمة وآمنة للتعبير عن المشاعر.American Psychological Association, 2022.
7. إدراك الحدود النفسية والتعرف على مشاعرك بشكل واعٍ
يمكن أن تساعدك ملاحظة مشاعرك في الوقت الذي تتابع فيه الأخبار في التعامل مع الضغوط بشكل أفضل. إذا شعرت بالإجهاد أو القلق أثناء مشاهدة الأخبار، فمن المفيد أن تتوقف وتأخذ استراحة لتصفية ذهنك. التعرف على المشاعر هو جزء أساسي من الذكاء العاطفي، حيث يساعدك على إدارة ردود فعلك والوعي بتأثير الأخبار عليك، مما يسمح لك بالتحكم بمشاعرك بشكل أفضل.British Psychological Society, 2022.
8. التركيز على العناية الذاتية
العناية الذاتية تعد جزءًا أساسيًا من الصحة النفسية. يمكنك ممارسة الهوايات المفضلة لديك، والاهتمام بالتغذية الصحية، والنوم بشكل كافٍ. تخصيص وقت لأنشطتك الشخصية يجعل عقلك مستعدًا بشكل أفضل للتعامل مع التحديات اليومية. الاسترخاء والراحة لهما دور كبير في تعزيز الحالة النفسية العامة، مما يسمح لك بمواجهة الأخبار السلبية بشكل أكثر هدوءًا.Harvard Health Publishing, 2022.
9. التركيز على الأمور التي يمكن التحكم بها
أثناء الأزمات، قد يكون من المفيد التركيز على الجوانب التي يمكننا التحكم بها بدلاً من الشعور بالعجز أمام الأحداث الكبيرة. على سبيل المثال، يمكنك دعم المنظمات التي تعمل على توفير المساعدة للمتضررين من الحرب، أو المشاركة في الأنشطة التطوعية إذا كان ذلك متاحًا. هذا الشعور بالتحكم والمشاركة في عمل إيجابي يمكن أن يساهم في تحسين صحتك النفسية، ويجعلك تشعر بأنك تساهم في إحداث فرق بدلاً من الشعور بالقلق المستمر.Centers for Disease Control and Prevention, 2023.
الخاتمة
في ظل تغطية أخبار الحروب والصراعات بشكل مستمر، من السهل أن نجد أنفسنا في حالة من التوتر النفسي والإجهاد. لكن من خلال اتخاذ خطوات واعية مثل تحديد وقت محدد لمتابعة الأخبار، اختيار المصادر بعناية، ممارسة الرياضة والاسترخاء، والاهتمام بالدعم الاجتماعي، يمكننا التخفيف من التأثيرات السلبية على صحتنا النفسية. تذكر أن صحتك النفسية مهمة، وأن الاهتمام بها يعني أنك ستكون أكثر استعدادًا لمواجهة الحياة بشكل إيجابي.
- American Psychological Association. (2022). The Role of Media in Increasing Anxiety. Retrieved from https://www.apa.org
- British Psychological Society. (2022). Controlling What You Can Control. Retrieved from https://www.bps.org.uk
- Centers for Disease Control and Prevention. (2023). Social Support and Mental Health. Retrieved from https://www.cdc.gov
- Harvard Health Publishing. (2022). Breathing Techniques and Their Benefits for Mental Health. Retrieved from https://www.health.harvard.edu
- Mayo Clinic. (2021). The Importance of Exercise in Improving Mental Health. Retrieved from https://www.mayoclinic.org
- World Health Organization. (2023). The Psychological Impact of Negative News. Retrieved from https://www.who.int